في ظل الاقتصاد العالمي سريع التغير، أصبحت المؤسسات مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإثبات أدائها ليس فقط من الناحية المالية، ولكن أيضًا من حيث مساهمتها الاجتماعية والبيئية. فالمستثمرون والعملاء والموظفون والحكومات والمجتمعات يطالبون بالشفافية والمساءلة والأدلة على أن المؤسسات تخلق قيمة حقيقية للمجتمع. وهنا يبرز دور قياس الأثر الاجتماعي باعتباره ممارسة أساسية تمكّن المؤسسات من تحديد وتقييم والتعبير عن النتائج الملموسة وغير الملموسة لمبادراتها.
يقدم معهد لندن كراون للتدريب خدمات استشارات قياس الأثر الاجتماعي لمساعدة المؤسسات على تصميم أطر عمل متينة، وجمع البيانات ذات الصلة، وتحويل النتائج إلى رؤى قابلة للتطبيق تعزز النمو المستدام وثقة أصحاب المصلحة.
فهم قياس الأثر الاجتماعي
يشير قياس الأثر الاجتماعي إلى العملية المنهجية لتحديد وتقييم والإبلاغ عن التغيرات—سواء كانت إيجابية أو سلبية—التي تحدثها أنشطة المؤسسة على المجتمع والبيئة. وهو يتجاوز حدود المؤشرات المالية التقليدية ليشمل:
المنافع الاجتماعية مثل التعليم، الصحة، الإدماج، وتنمية المجتمعات.
الآثار البيئية مثل الاستدامة، خفض الانبعاثات الكربونية، وكفاءة استخدام الموارد.
عوامل الحوكمة مثل الأخلاقيات، الشفافية، ومشاركة أصحاب المصلحة.
تساعد هذه العملية المؤسسات على التوافق مع أطر الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، وأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والمعايير العالمية الأخرى، مع تعزيز الشفافية أمام أصحاب المصلحة.
لماذا يعد قياس الأثر الاجتماعي مهمًا؟
إن استثمار المؤسسات في قياس الأثر الاجتماعي يحقق العديد من الفوائد، أبرزها:
تعزيز المساءلة: تقارير قائمة على الأدلة تبني الثقة مع المستثمرين والجهات التنظيمية والمجتمعات.
وضوح استراتيجي: رؤى مدعومة بالبيانات تساعد على مواءمة المبادرات الاجتماعية مع الأهداف المؤسسية.
تحسين تخصيص الموارد: يضمن توجيه الموارد نحو المبادرات الأكثر تأثيرًا.
ميزة تنافسية: تعزز التقارير الشفافة من سمعة العلامة التجارية وتُميز المؤسسات في الأسواق.
إدارة المخاطر: يساهم تحديد الآثار السلبية مبكرًا في الحد من المخاطر التشغيلية والتنظيمية والسمعة.
الوصول إلى رأس المال: يفضل المستثمرون المؤسسات التي تمتلك أنظمة قوية لقياس الأثر مرتبطة بمعايير ESG.
المكونات الأساسية لقياس الأثر الاجتماعي
يقدم معهد لندن كراون للتدريب نهجًا منظمًا يتضمن المكونات التالية:
1. تحديد أهداف الأثر
تبدأ العملية بتوضيح ما تسعى المؤسسة إلى تحقيقه، بحيث تتماشى الأهداف مع كل من طموحات العمل واحتياجات المجتمع الأوسع مثل تقليل عدم المساواة أو تعزيز الصحة أو دعم الاستدامة.
2. تحديد أصحاب المصلحة وإشراكهم
إن إشراك أصحاب المصلحة—بما في ذلك الموظفين والعملاء والموردين والمجتمعات والجهات التنظيمية—يضمن أن يعكس إطار القياس توقعاتهم وأولوياتهم.
3. تطوير نظرية التغيير
توضح نظرية التغيير كيف تؤدي الأنشطة المحددة إلى نتائج وآثار طويلة المدى، مما يساعد المؤسسات على تصميم تدخلات منطقية وقابلة للقياس ومستدامة.
4. اختيار المؤشرات وتصميم المقاييس
اختيار مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) والمقاييس المناسبة خطوة حاسمة. وقد تشمل بيانات كمية مثل عدد المستفيدين، أو بيانات نوعية مثل تحسن جودة الحياة في المجتمع.
5. جمع البيانات والتحقق من صحتها
تضمن أنظمة جمع البيانات—مثل الاستبيانات والمقابلات والأدوات الرقمية والمراجعات الخارجية—مصداقية النتائج ودقتها.
6. الإبلاغ والتواصل
يجب أن تكون تقارير الأثر واضحة وشفافة ومتوافقة مع المعايير العالمية مثل GRI وSASB. كما أن التواصل الفعال يعزز الثقة ويقوي سمعة المؤسسة.
7. التحسين المستمر
قياس الأثر الاجتماعي عملية مستمرة. إذ يجب استخدام الرؤى المستخلصة لتطوير الاستراتيجيات وتوسيع المبادرات الناجحة ومعالجة الثغرات.
تطبيقات متعددة القطاعات
تتطلب الصناعات المختلفة مقاربات متخصصة لقياس الأثر الاجتماعي. يقدم معهد لندن كراون للتدريب حلولاً مخصصة لكل قطاع، مثل:
القطاع المالي: قياس أثر الاستثمارات المسؤولة، والتمويل الصغير، والشمول المالي.
الرعاية الصحية: تقييم النتائج الصحية، وسهولة الوصول، وبرامج صحة المجتمع.
التعليم: قياس تحسن نتائج التعلم، والإدماج الرقمي، وتنمية المهارات.
التكنولوجيا: تقييم الإدماج الرقمي، وأخلاقيات البيانات، والأثر البيئي للابتكار.
الطاقة: قياس خفض الانبعاثات الكربونية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتوسيع الوصول إلى الطاقة المستدامة.
الأدوات والأطر في قياس الأثر الاجتماعي
يمكن للمؤسسات الاستفادة من أطر وأدوات متنوعة، مثل:
العائد الاجتماعي على الاستثمار (SROI): لحساب القيمة المالية للنتائج الاجتماعية مقارنة بالاستثمار.
مشروع إدارة الأثر (IMP): يوفر منهجية منظمة لإدارة وقياس الأثر.
نظام IRIS+: يضم مقاييس معيارية لقياس الأثر عبر مختلف القطاعات.
أدوات مواءمة أهداف التنمية المستدامة: لضمان دعم المبادرات المؤسسية لأهداف الأمم المتحدة.
الفوائد للمؤسسات
من خلال الاستثمار في قياس الأثر الاجتماعي، تحقق المؤسسات:
توافقًا أكبر مع معايير الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية.
علاقات أقوى مع المستثمرين وأسواق رأس المال.
ثقة أكبر من أصحاب المصلحة والمجتمعات.
قدرة أعلى على جذب والاحتفاظ بالموظفين الباحثين عن معنى وقيمة في العمل.
قرارات استراتيجية مستندة إلى بيانات دقيقة تدعم النمو طويل المدى.
دور معهد لندن كراون للتدريب
يقدم معهد لندن كراون للتدريب خبرة واسعة في تقييم الأثر، الاستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة عبر كل مشروع استشاري. وتشمل خدماته:
إجراء تقييمات مبدئية للمبادرات الاجتماعية الحالية.
تصميم أطر مخصصة لقياس الأثر.
تدريب الفرق الداخلية على جمع البيانات وتحليلها.
تطوير استراتيجيات إعداد تقارير متوافقة مع المعايير العالمية.
صياغة أدوات تواصل تُظهر بوضوح الأثر وتبني الثقة مع أصحاب المصلحة.
وضع آليات للتغذية الراجعة بهدف التحسين المستمر.
استشرنا
دعونا نشكّل مستقبل التعلم معًا. احجز استشارتك اليوم!

